دراسات قرآنية

تدبر سورة الكھف الجزء الاول

الشيخ محمد متولي الشعراوي

سورة الكھف ھي من سور القرآن الكريم، المليئة بكھوف معنوية. الله سبحانه وتعالى..جعل في ھذھ السورة معاني لابد للعقل أن يتدبرھا..

تدبر سورة الكھف الجزء الاول: محمد متولي الشعراوي

سورة الكھف ھي من سور القرآن الكريم، المليئة بكھوف معنوية. الله سبحانه وتعالى..جعل في ھذھ السورة معاني لابد للعقل أن يتدبرھا.. محتاجة إلى نوع من التفكير.. نعرف معانيها ونعرف الحكم منھا..فإذا عرفناها كشفت لنا عن أسرار كثيرة مما يريد اللھ تبارك وتعالى أن يلفتنا إليھا.

في القرآن الكريم نلاحظ .. أن القصص التي يرويها، والأمثلة التي يضربها..أخفى الله سبحانه وتعالى عناأسماء أبطالها الحقيقيين كما أخفى عنا زمان حدوثها وذلك لأن قصص القرآن الكريم.. مقصود منھا العبرة وليس القصة نفسھا..

اننا اذا قرأنا مثلا .. قصة موسى عليھ السلام مع فرعو ن ..فإننا نجد أن القرآن الكريم.. لم يبين لنا من ھو فرعون الذي عاصر موسى عليھ السلام، لماذا ؟ لأنھ ليس المقصود بالقصة ھو فرعون ھذا .. وليس المقصود زمانھ وعصرھ.. ولكن المقصود .. كل انسان يريد أن يعبد في الأرض.. وكل جبار يعصي اللھ ويظلم ..كما فعل فرعون بتذبيح أبناء اليھود..وترك نساءهم لتشيع الفاحشة بينھم ، ويصبحوا أذلاء. أما الذين يبحثون..عمن ھو فرعون موسى ؟

وھل ھو رمسيس الثاني أو غيرھ.. فإننا نقول لھم لاتضيعوا وقتكم في مثل هذا..لأنكم أولا لن تصلوا نتيجة .. وثانيا لأن ھذا ليس ھو المقصود من القصة فرعون الذي وجد في زمن موسى عليھ السلام يتكرر عبرالأزمان في عصور مختلفة .. بل إن في كل عصر فرعونا .. ونحن نأخذ ھذھ القصة لنعرف أن لكل ظالم نھاية..ونهاية أليمة وعذابا ينتظر في الآخرة . وفي قصة ذي القرنين .. وھو رجل مصلح فزادھ اللھ صلاحا..نجد من يجادل ويقول أن ذي القرنين حكم الصين .. ويقولون إنھ كان في الحبشة أو أن كان في اليمن . ونقول أن ھذا كلھ لا يھمنا ..إنما الذي اراد اللھ سبحانھ وتعالى أن نعلمھ، ھو العبرة من ھذھ القصة عندما يتولى رجل صالح زمام الأمور..فيزيد ملكھ صلاحا ..ويمنع الظلم ..وينصر الضعيف

استثناء واحد

وا ذا كانت ھذھ القاعدة .. فهناك استثاء واحد يتمثل في قصة عيسى بن مريم عليھ السلام..لقد عرف اللھ سبحانھ وتعالى لنا في القرآن الكريم .. عيسى وعرف مريم ..بالأنبياءكلھم ذكروا في القرآن الكريم بأسمائهم الأولى : ابراهيم وصالح ويونس وموسى وغيرهم..الا عيسى .. انھ لم يذكر في القرآن إلا بقول الحق سبحانھ وتعالى عيسى بن مريم ..وقولھ جل جلاله مريم ابنة عمران. لقد عرفھما الله سبحانه وتعالى، وميزھما عن جميع خلقھ لماذا؟لأن المعجزة فيما لا تتكرر فلن تضع انثى مولودا بدون ذكر.. إلا مريم ابنةعمران.. فمن دون نساء البشر جميعا اصطفاھاالله سبحانه وتعالى لھذھ المعجزة ..

إن عيسى وأمھ مريم عليھما السلام، مما مثلان لا يتكرران في الأزمان المختلفةالمختلفة.. إنھمامعجزة لا تحدث مرتين..فلا يمكن أن تدعي امرأة انھا حملت بدون رجل.. وھي ان ادعت ذلك تكون كاذبة ، كذلك لا يمكن لطفل أن يدعي أنه ولد بغير أب .. وھو لو ادعى ذلك كان كاذباكاذبا..ولذلك كما قلنا عرفھما الله سبحانه في القرآن الكريم فقال "عيسى بن مريم ".. و "مريم ابنة عمران "

وقصة يوسف عليھ السلام.. ھي القصة الوحيدة التي وردت في القرآن الكريم.. كاملة في سورة واحدة.. فھي تتكرر مع الزمن .

أما سورة الكھف..التي سنتحدث عنھا في هذا الكتاب فھي كما قلت ..سورة مليئة بالكھوفولكنھا كھوف معنوية, وسنتحدث ان شاء الله عنھا جميعا .

ان الكھف الحقيقي في ھذھ السورة .. ھو ما ذكر في أولھا عن أھل الكھف..وكما نعرف فإن الكھف ھو فجوة في الجبل تحجب من فيھا عن الناس, فمن أراد أن يختبئ من قوم يطاردونھ .. أو لصوص يريدون سرقتھ وقتلھ فإن كان في منطقة جبلية..فإنھ يلتجئ إلى كھف في الجبليحميھ عن أعين من يطارد ھ فلا يرونھ

المزيد من المقالات